شارك هذا الموضوع

الشيخ رائد الستري يوم الرابع من محرم لعام 1442 هـ

شارك الخطيب الحسيني الشيخ رائد الستري يوم الرابع من شهر المحرم الحرام لعام 1442 هـ ، و تحت عنوان " الأنوثة المستلبة واستثمار الوعي العاشوري " ، ابتدأ سماحته بـالآية المباركة من سورة الحجرات " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) " ، نتحدث حول موضوع يرتبط بالأنوثة المستلبة و دور المنبر الحسيني في خلق ثقافة ووعي مضاد لتلك الثقافة ، اولًا : نبذة تاريخية تشرح المراد من فلاسفة الچندر و فالفلاسفة الأنثويون ، ثانيًا : أفكارهم و الوسائل التي يلجأون لها في ايصال فكرهم الى كل الناس و خصوصًا الفتيات ، ثالثًا : دور المنبر بعد أن نبين المعالجة لذلك التيار و نضرب أمثلة لنساء حسينيات منها طوعة و اجارتها لمسلم بن عقيل .


نبدأ بنبذة توضيحية لفلاسفة الچندر و الفلاسفة الأنثويون ، لنبين أن كل تلك الاصطلاحات تصب في خانة واحدة ، تأريخيًا بدأت في عصر الصحوة في اوروبا و الثورة الفرنسية ، حيث ظهر تيارٌ لنصرة المرأة من اضطهاد لها في المجتمع الأوروبي ، و تطور ذلك التيار من مطالبتها في المساواة في الأجور مثلا وبعض الحقوق ، الى دعوة الى المساواة في كل شيء ، و يجب أن يتساوى الرجل والمرأة في كل مفصل ، ومن ضمن ذلك الغاء كل الفوارق و الميز التي جعلت للرجل على اساس رجولته و ذكورته .


هذه الفلسفة تدعي وتقول بأن ما يظهر في المجتمع من فوارق ليست صناعة الهية ، انما صناعة بشرية ، فالفوارق الإجتماعية و الفكرية والسياسية ، انما هي صناعة سلطة ذكورية و ابوية ، فالرجل -بقوته- استضعف المرأة على مر الأجيال و صارت السلطة في يده و أظهرت الفواصل ، و البعض يرى أن المرأة أيضًا من لعبت دورًا سلبيًا مساعدًا ، حتى أصبحت أنثى أكثر من اللازم و أعانت الرجل من خلال خضوعها واستسلامها و ضعفها ، هذه الرؤية تدعي أن الخلق للانسان ، و هذا التنوع هو تنوع عضوي احتيج اليه في فترة زمنية محددة ، و في ظل هذا التطوريمكن الإستغناء عن هذا التمايز العضوي ، و يمكن للانسان أن يختار ما يشاء ، و هذه الرؤية المنحرفة تؤسس الى مجموعة من الدعاوى .


ثانيًا : من أفكارهم أنهم يدعون الى أن تتخلص المرأة مما يميزها في لباسها ، فالمرأة تختار لباس الرجل بتمامه بل وشكله ، من حلق للشعر و التخلص من الحجاب ، فهذه عادات اجتماعية لا أكثر - حسب تعبيرهم - ، و يدعون الى ما هو أخطر ، أنّ للمرأة أن تختار شريك حياتها ، تختار رجلًا أو امرأة في علاقة سحاقية محرمة في الإسلام ، و عليها أن تجاهر بهذه الدعاوى ، وهذا الإتجاه الفكري و الفلسفي يختلف مع تيارات و مجموعات نسائية تدعو لانصاف المراة ، وهذا ليس مورد حديثنا عن تلك التيارات التي تدعو لانصاف المرأة وفق المنظور الإسلامي و اعطاءها حقوقها كابتناء الاجر على الجهد و ما شابه ،
هناك تيار يدعو الى انصاف المراة على وفق الموازين الشرعية و يدعو لتطبيق شرع الله تعالى و يدعوا الى رفع الظلم الواقع على النساء في بعض المجتمعات ، و هذا ما نحن ندعوا اليه ، و حديثنا عن فلاسفة الچندر مختلف عن حديثنا عن تلك الفئة ، فهي حركة فلسفية و فكرية خطيرة و سرت في مجتمعنا .


نجد البعض يناصر تلك الأفكار وهؤلاء الأشخاص يلجأون الى وسائل مؤثرة ، حتى نفذوا الى أعلى مؤسسة أممية وهي منظمة الأمم المتحدة ليأخذوا جملة من القوانين التي تجرّم أي دعوة لهم ، ونفذوا الى مواقع السياسة في بلدان اوروبية و أمريكية ، و كذلك الى الإعلام ، بحيث يتعاطف الإنسان مع قضيتهم من دون أن يشعر ، قضية الشذوذ و المسحقة يستغلها البعض في الاعلام و يدعّي بالظلم في الأُسرة و محاولة الإنتحار ، الغرض من ذلك كله أن يتسلل في نفسك لقبول وجود ذلك الشذوذ ، يستغل البعض أيضًا ترك الحجاب من خلال حرقه وتصوير ذلك لاشاعة الأمر ، من أجل احداث نوع من القسر على العقول للاقتناع برجعية الحجاب فيتأثرن لنساء بذلك ، و يقنعونهم انهم يعيشون الابتلاءات و تأخير في الزواج و العمل بسببه ، وهذا الفكر خطير على مجتمعنا .


عالج القرآن ذلك التفير في مواطن متعددة ، كمثل الآية التي ابتدأنا بها المجلس ، حيث تبين أنّ الخلق نوعين ، نوع ذكوري و نوع انثوي ، بينما دعواهم تسلب المرأة أنوثتها ، و من هنا هذا التمايز يجب أن لا يُقرأ بأنها تفضيل نوعٍ على نوعٍ ، و يقرأ التمايز بأنه لغرض التكامل . من سورة الروم " وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) " ، ومن سورة الزمر " خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنزَلَ لَكُم مِّنَ الْأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ ۚ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِّن بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ ۚ ذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ ۖ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ (6) ، من سورة البقرة : أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ ، نجد في الآيات ما يبين لنا تكاملًا بين الرجل و المراة ، و لا يستغني احداهما عن الآخر ، ولكن تلك الدعاوى تحدث انهيارًا لقواعد أساسية في المجتمع وهو وجود الأب و الأم ، من اجل ذلك نحتاج لاستثمار المنبر في التبليغ .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع