شارك هذا الموضوع

ملخص محاضرة الديهي ليلة ذكرى استشهاد الحمزة عام 1441 هـ

شارك الخطيب الحسيني الدكتور عبدالله الديهي في المجلس الذي أقامته حسينية الحاج أحمد بن خميس وذلك في ليلة الخامس عشر من شهر شوال و التي تصادف ذكرى استشهاد الحمزة بن عبدالمطلب ، حيث ابتدأ سماحته بالآية الشريفة من سورة الأحزاب " مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا (23) " . مقدمة و هي إطلالة على الآية المتقدمة ، المعاهدة بينهم و بين الله على أمرين ، الأول الجهاد في سبيل الله ، و الثاني الثبات في ميدان الجهاد للحصول على إحدى الحسنيين ، إما النصر واما الشهادة ، منهم من قضى نحبه اشارة الى من استشهدوا في معركة بدر ومنهم من ينتظر ، أي بقوا على جهادهم و ثباتهم الى ان نالوا الشهادة ، و نذكر منهم ثلاثة ، الأول النضر الذي كان يُعرف من بين أصحاب النبي ( ص ) حيث لم يتمكن من حضور معركة بدر ، وكان يتأسف و يقول " غبت عن مشهد شهده رسول الله - يقصد يوم بدر - والله لو أراني الله مشهدًا من مشاهد رسول الله ( ص ) لأصنع بالمشركين ما أصنع " فشهد معركة أحد و لقيه سعد بن معاذ و حمل على القوم الى أن سقط شهيدًا ووجد في جسده بضع و ثمانون بين طعنة وضربة و رمية . الثاني هو علي بن أبي طالب ( ع ) و الذي شارك في حروب رسول الله ( ص ) كلها ما عدا غزوة تبوك ، الثالث هو الحمزة بن عبد المطلب و قد استجاب الله له ، بأن جعل شهادته في يوم أحد

لا شك و لا ريب أن نفسيات الآباء و الأجداد هي ما ينطبع به الأبناء و الأحفاد ، في ناحية ايجابية كالكرم و الشجاعة أو ناحية سلبية كالخسة ، و هذا يتجلى في الجيل الأول و الثاني و لربما يصل الى بقية الأجيال ، فآباء حمزة و أجداده يشتركون مع نسب رسول الله ، فهو عمه ، ويقال أن عُمر الحمزة و رسول الله متقاربان . من عدنان ثم معد الذي نجاه الله من واقعة بختنصر حيث رُفع الى الشام ثم أُرجع ، وهكذا الياس كان اول من ظفر بمقام ابراهيم ، ثم مظر بن فهر ، الى كعب بن عدي حيث كان يدعو الى إكرام بيت الله و عدم مفارقته ، ثم الى عبد مناف و هاشم و عبدالمطلب ، كل الآباء و الأجداد مؤمنون بالتوحيد و الإبراهيمية و يحاربون الفساد و الظلم . الحديث عن الحمزة لا ينفصل عن الحديث عن أبي طالب حيث كانا نصيرا رسول الله منذ البداية و نستشهد على ذلك بعدة أمور ، من جملة الامور أن قريش عرضت رسول الله ( ص ) بشتى أنواع الأذى و المعارضات فصبر معه الحمزة و أبو طالب .و لما كان النبي ( ص ) في المسجد الحرام وعليه ثياب له جدد فألقى المشركون عليه سلا ناقة فملؤوا ثيابه بها، فدخله من ذلك ما شاء الله فذهب إلى أبي طالب فقال له: يا عم كيف ترى حسبي فيكم؟ فقال له: وما ذا يا ابن أخي؟ فأخبره الخبر، فدعا أبو طالب حمزة وأخذ السيف وقال لحمزة: خذ السلا ثم توجه إلى القوم والنبي معه فأتى قريشا وهم حول الكعبة، فلما رأوه عرفوا الشر في وجهه، ثم قال لحمزة: أمر السلا على سبالهم ففعل ذلك حتى أتى على آخرهم . و الموقف الثاني لما صبر رسول الله (ص) على لطمة أبي جهل ثم أقبل الحمزة على دار أبي جهل و ضربه .

عطاءات كثيرة للحمزة إضافة الى مشاركته في مكة ، تجلّت عطاءاته في يثرب ، حيث لما هاجر النبي ( ص ) ووقفت قريش في طريقه ، كانت أول سرية بقيادة الحمزة ، والمراد من السرية دعوة قريش الى الإسلام و ليس الحرب ، و إظهار القوة العسكرية للنبي ( ص) و عملية ارهاب للمشركين ، العطاء الثاني بعد واقعة بدر و هي الفاتح للانتصارات الإسلامية و قد عبر عنها القرآن بالفرقان ، و هنالك ابتلي المؤمنون وصبروا أمام قوة قريش العددية و العسكرية ، و لكن حينما تمر بهذه الواقعة ، هناك بطلان يمثلان البطولة الخارقة وهما البطل الهاشمي الذي لم يتجاوز العشرين و هو أمير المؤمنين ، و البطل الثاني من له صولة و غضبة و هو الحمزة بن عبد المطلب ، حيث يمثلان الجناحان اللذان طار بهما رسول الله ( ص ) نحو الإنتصار ، و أنهما قاما بمصارع أربعة يمثلون الأركان المهمة في جيش المشركين و على رأسهم حامل اللواء عتبة بن ربيعة و حنضلة بن أبي سفيان و و الوليد بن عقبة و العاص بن سعيد . الموقف الثالث ان ايمان ابي طالب كان مكتوما لمصلحة الدعوة الاسلامية اما الحمزة كان مجاهرا في اسلامه و اعلان اسلامه .

من لؤم أعدائه و خصوصًا هند و أبي سفيان حيث حدثت نكسة في جيش المسلمين بأحد ، و ذلك لعدم امتثال البعض لقول الرسول ( ص ) و طمعهم لجمع الغنائم و التي استغلها جنود و قادة المشركين و أعمدوا السيوف في المسلمين ، و الهزيمة النفسية حينما شاعت الأخبار بأن محمد ( ص ) قد قُتل ، فر جيش المسلمين من ميدان المعركة ، حيث كان بعضهم يصعد الجبل كالأروى ، و البعض جلس على الجبل يطلب رضوان أبي سفيان ، أخذ الحمزة و علي و القلائل يقاتل دون رسول الله ، فالتفتت هند الى مطعن بن جبير و عبده الوحشي وعمد مطعن الى وعد الوحشي ( الحبشي ) بتحريره بعد قتله الحمزة ، اما هند قد خيرته بين علي (ع) و الحمزة لكنه اختار حمزة لانه لا يلتفت الى الخلف لما يقاتل ، فأخذ يتحين الفرصة فلما تبين به ظهره رماه بحربة ووقعت في ثنيته فسقط صريعًا في ميدان المعركة . وحشية أبي سفيان و هند تتمثل في مواقف عديدة لاسيما بعد مقتل الحمزة ، قامت هند بعدة أمور ، أولًا جدعت أنفه ، و قامت وصلمدت أذنيه ، و عوّرت عينيه ، و أخذت حنجرًا و غرسته في بطنه ، و لم تزل تمثل الوحشية الفضيعة الى أن أخرجت كبد الحمزة فتناولته و أرجعته ليوصفها التاريخ بابن آكلة الأكباد اشارة الى أولادها ، و أما أبو سفيان غرس رمحه في شدق الحمزة عليه السلام ، فرآه الحليس بن علقمة وهو يشد الرمح في شدق حمزة فقال: انظروا إلى من يزعم أنه سيد قريش ما يصنع بعمه الذي صار لحما، وأبو سفيان يقول: ذق يا عقق. وأتت هند وجذعت أنفه واذنه وجعلت في مخنقتها بالذريرة ، وقد حزن رسول الله ( ص ) كثيرًا على استشهاد عمه .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع