شارك هذا الموضوع

ملخص المجلس الرمضاني ليلة 29 رمضان 1441 هـ / السيد ميثم المحافظة / كي لا ينسى السيد موسى الصدر

واصل سماحة السيد المحافظة سلسلة مجالسه الرمضانية و ذلك ليلة التاسع و العشرين من شهر رمضان لعام 1441 هـ بحسينية الحاج أحمد بن خميس - على الفضاء الافتراضي - ، و تحت عنوان " لكي لايُنسى السيد الصدر؟ " عملاقُ فكرٍ ، كيف تنساه الأجيال ؟ وهو المفكر الكبير و المؤسس لمدرسة الفكر و الإسلام الأصولي هو السيد محمد باقر الصدر الشهيد الأول رضوان الله عليه ، أصبح الهاءٌ و اشغالٌ الى الأجيال لكي تنسى عظماؤها وتنشغل عن رجالاتها الكبار الذين يمثلون هوية للطائفة و المذهب وهذا الفكر الذي ورثناه عن أهل البيت ( ع ) ، سنتحدث في لوحة تعريفية لهذه الشخصية العظيمة التي أثقلت الأرض بمعارفها و غيرت مجرى التاريخ في الفكر و الثقافة و علوم أهل البيت ، و أصبح منهجُ أهل البيت واضحًا يتحدى أقوى و أعتى النظريات ، حيث واجه الشيوعية و الإشتراكية و الرأس مالية .

ولد الشهيد بمدينة الكاظمية و عاش في كنف أخيه السيد اسماعيل الصدر وتتلمذ على يديه ، ونبغ في سن الثانية عشر حيث كان يتعلم كتاب معادن الأصول عند أخيه ، و يقول أخوه قد أشكل اشكالات على كتاب معادن الأصول هي تمثل مثل اشكالات الآخوند الخرساني صاحب كتاب الكفاية ، و رحل الى مدينة النجف الأشرف و تتلمذ على يد أعظم علمين في النجف آنذاك السيد الخوئي و السيد محمد رضا آل ياسين ، في سن الثامنة عشر أنهى الدراسات الفقهية و الأصولية ، وصار مؤهلًا الى البحوث والإجتهاد في الفقه ، و في سن الخامسة و العشرين تسلم موقع التعليم و التدريس في الحوزة ، و هذا منصب يصل اليه عالم دين بعد أن يقطع أشواطًا طويلة في الحوزة ، ألّف الكثير من الكتب القيمة التي أثرت المكتبة الإسلامية و العالمية ، حيث أن كتاب اقتصادنا و فلسفتنا و الأسس المنطقيّة للإستقراء ونشأة الشيعة و التشيع ، و البنك اللاربوي في الإسلام . من طلابه السيد المرجع محمود الشاهرودي الذي تسلم أعلى سلطة قضائية ، و السيد المرجع كاظم الحائري ، و السيد محمد باقر الحكيم ، و السيد محمد محمد صادق الصدر وعلماء كثر حتى من البحرين تتلمذوا تحت يده من بينهم السيد أحمد الغريفي و كان وكيلًا له .

لسنا في صدد نشر عويصات المسائل و نظريات السيد ، ولكن فقط كتعريف للعظيم للذين لم يعايشوه ، استشهد بعد ان ألف كتبًا ناطحت أعلى المذاهب في العالم ، و لم يعرف المبيضة و المسودة حيث كان قلمه سيالًا ، وكان رحمة الله عليه سيالًا في كلامه و العلم ينهل على لسانه ، من ميزاته أن حياته بسيطة و كان زاهدًا حيث يقول دائمًا بأن الزهد ليس ان تنعزل في دارك و تترك الدنيا بداعي أنك من القديسين ، وهذا ليس الزهد المطلوب في الشرع و هذا زهد الهاربين من المسؤولية الإجتماعية ، بل الزهد زهد من يواسي الفقراء و المساكين ويكون حاضرًا لسد العوز وهو زهد أمير المؤمنين ( ع ) ، كان يتصف بتواضع عظيم ، حيث عندما تصرفت المكتبة بوضع صورته و نبذة عنه عند طباعة كتاب فلسفتنا ، أمر بوقف الطباعة و الإكتفاء بذكر الإسم فحسب ، و كتاب فلسفتنا ألفه السيد من أجل ان يستفيد طلاب الحوزة وأراد أن يسميه بأسماء جماعة من العلماء ، و أراد البعض أن يغير بعض الآراء التي تعارض وتخالف آراءه فغير الإسم الى اسمه ، وكان السيد يتميز بعلاقة أبوية مع طلابه ، ومن عادته ما ان يتزوج أحد من طلابه كان يحضر من بداية الزواج الى نهايته غير بقية الطلاب .

كان السيد الصدر ناكرًا لذاته حيث يكرر للناس بأن ينتقدوا انفسهم قبل أن ينتقدوا الآخرين ، و أن يصلحوا انفسهم قبل أن يصلحوا المجتمع ، و كان يرى أن الأسلوب و الأدوات التي يستعملها العلماء آنذاك لإصلاح المجتمع العراقي الذي أخذته الشيوعية و القومية غير صالحة و كان يسعى لتغييرها ، و قد حوّل الكتب الحوزية الى مناهج يفهمها الجامعيّ ، حتى يكون جماعة من الجامعيين متفقهين و علماء و مثقفين ، و يستطيع الجامعي حينما يقرأ كتب الأصول و الفتاوى الواضحة أن يفهمها ، و عكف أن يغير مناهج الحوزة الى مناهج تناسب العصر الحالي . كان السيد يقول اذا أردتم تنتقدوا فكرة فلا تنتقدوا نقدًا ساذجًا أي نقد القشريات أو نقدًا موضعيًا أي الإجتزاء من دون فهم شامل ، فهذا نقدٌ ظالم ، النقد المُنصف عندما تأتي الى منهج المدرسة بالكامل حيث تصدى الى منهج الشيوعية و الرأسمالية بالكامل ، ولم يتعامل بالنقد الساذج أو الموضعي أو المجتزئ ، و يتمتّع السيد بموضوعية و أدبية رائعة . حيث يحترم الطرف الآخر و يكون لبقًا في رده و يعتمد على الدليل المنطقي و العقلي الواضح . ويرى أن ليس جميع المشاكل تحتاج الى البديل ، وكان يحث على دراسة تاريخ عاشوراء .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع