شارك هذا الموضوع

مخفي ملخص المجلس الرمضاني ليلة 28 رمضان 1441 هـ / السيد ميثم المحافظة / هل اصبح الطلاق كارثة؟

واصل سماحة السيد المحافظة سلسلة مجالسه الرمضانية و ذلك ليلة الثامن و العشرين من شهر رمضان لعام 1441 هـ بحسينية الحاج أحمد بن خميس - على الفضاء الافتراضي - ، و تحت عنوان " هل اصبح الطلاق كارثة؟ " ، هل وصلنا لهذا الحد أم نحن نبالغ ؟ لنستقرأ الإحصائيات و نحكم ، في البحرين من 2007 الى 2018 ، هناك 76 ألف حالة زواج و 19 ألف حالة طلاق ، أي بمعدل 17:4 طلاق:زواج ، و الإحصائية السابقة كانت 50:1 ، الآن لا يكاد يخلو بيتٌ من الطلاق ، و الطلاق يخلّف تداعيات خطرة على الزوج و الزوجة و المجتمع . نحاول ان استطعنا ان نحد من هذه الكارثة الخطرة حيث تحول الزواج الى أذواق و أهواء وكانما هو شراء بضاعة أو استرجاعها او رميها ، الزواج هو ارتباط مقدس بين كيان وكيان وروح بروح ، الطلاق بين المبغوضية و المحبوبية ، حديث رسول الله ( ص ) " ان أبغض الحلال عند الله الطلاق " و يهتز له العرش ، بعض الروايات عن النبي ( ص ) ، " ومَا مِنْ شَيْءٍ أَبْغَضَ إلى اللَّه عَزَّ وجَلَّ مِنْ بَيْتٍ يُخْرَبُ فِي الإِسْلَامِ بِالْفُرْقَةِ " ، " إن الله عز وجل يبغض كل ذواق من الرجال، وكل ذواقة من النساء " ، وهذا مصطح دقيق و متقن ، حيث يتم التساهل بالزواج و الطلاق حسب الذوق و لأتفه الأسباب ، وللرسول (ص) رواية بمثل المضمون " تزوجوا ولا تطلقوا فإن الله لا يحب الذواقين والذواقات " .

هناك محبوبية للطلاق في بعض الأحيان ، الشارع المقدس يقف عند الآية " الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ " الطلاق الأول لا تزال الزوجة زوجة وهي في عدة الرجعة ، فيجب ان يراعي كل من الآخر في الحق الشرعي و الأخلاقي ولا يحق للزوج أن يمتنع عن النفقة و الحقوق الشرعية ، أما التسريح بالاحسان وهو الطلاق البائن و الثالث ، اي لا ترجع الزوجة الا بعقد جديد او عندما تتزوج الزوجة زوجًا آخرًا حيث يجب ان يراعي الكل خصوصيات الآخر ، فلا تُكشف الأسرار و الخصوصيات و افشاؤها حرام شرعًا ، و لا أن تكون حالات انتقامية بالطلاق .اذا أصبحت العلاقة بين الطرفين تؤدي الى تهديد حياة أحدهما و كليهما يكون الطلاق خلاص وحالة علاجية وليست مبغوضة ، أو اذا كانت العلاقة تؤدي الى الاضرار بحد في العادة لا يُتحمل ، و رغم ذلك يُخير الطرفان . لكن في أغلب الحالات الموجودة في الواقع يكون الطلاق بسبب الأذواق أو عدم الوعي بالحالة الزوجية ، لا ينبغي أن يتم رفض المؤمن أو المؤمنة اذا لم يُوفّق في حياته الزوجية السابقة و لا يعني طلاقه أنه قاصر ، فرسول الله (ص) تزوج من مطلقة عبده زيد وهي زينب بنت جحش قريبة النبي ( ص ) .

الأسباب المؤدية للطلاق كثيرة و لكن نوجز بعضًا منها ، أولًا من الأسباب التي أحصتها المحاكم هو عدم معرفة الحقوق الزوجية ، ثانيًا عدم النضج و تحمّل المسؤولية ، لا بأس بقراءة بعض الكتب و التفقه و السؤال ودخول الورش في كيفية تحمل عبء الأسرة ، لكي لا يحصل تهاون و تكاسل فيما بعد ، ثالثًا عمل المرأة اذا لم يتم بالتعاون و التنسيق ، رابعًا تدخل الأطراف الأخرى خصوصًا اذا تدخل أحدٌ من غير محيط الأسرة و يكون محضرهم سلبيًا ، " وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلَاحًا يُوَفِّقِ اللَّهُ بَيْنَهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا (35) " لابد ان لا يتدخل الأطراف الا بعد استنزاف جميع الحلول بين الزوجين ، و أن يكون حضورهم حضور خير و ائتلافي لا انتقامي أو حضور مغالبة و تحدي ، فلا يسمى ذلك حالة من الصلح ، هناك الكثير من الأخصائيين و علماء الدين في التوفيق الأسري ، لا تجب العجلة و الحالة الإنفعالية ، خامسًا الإستعجال و الإنفعال وسهولة ترديد كلمات الطلاق و كأنما لا قيمة لهذا الكيان المقدس و هذا النظام الروحي . نحن في صدد تسهيل الزواج و تصعيب الطلاق . سادسًا التأثر الإعلامي بالمسلسلات و الإعلام ، خصوصًا لما تكون البنت مدمنة على هذه المسلسلات و ترسم صورًا للأزواج الذين قد يختلفون في الدين و الأعراف ، وكذلك بعض الشباب يرسم فتاة حياته كالفتاة الذي تابعها في مجتمع آخر .

التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع