شارك هذا الموضوع

ملخص المجلس الرمضاني ليلة 26 رمضان 1441 هـ / السيد ميثم المحافظة / التنمّر المدرسي و الإلكتروني

واصل سماحة السيد المحافظة سلسلة مجالسه الرمضانية و ذلك ليلة السادس و العشرين من شهر رمضان لعام 1441 هـ بحسينية الحاج أحمد بن خميس - على الفضاء الافتراضي - ، و تحت عنوان " التنمّر المدرسي والإلكتروني " ، شاع في الآونة الأخيرة حوادث مؤسفة بحق ضحايا من الصغار او الفتيات ، بحيث يتعدى الآخرون عليهم بالضرب او بالأذى أو الوحشية و الهمجية بما يسمى التنمّر ، مثل هجوم النمر على فريسته و هو كناية عن الشدة ، و تخلف نتائج وخيمة ، حيث هناك عاهات جسدية و أزمات نفسية خطرة ، حتى استفحل هذا الأمر و أصبح ظاهرة في القرى او الأماكن العامة أو الخاصة تهدد أمن المجتمع و أمن الإنسان .

التنمر قسمان ، اولًا : القسم المباشر مع الضحية بضربه وهو ايقاع الضرر البدني المباشر ، والقسم الثاني هو غير المباشر مثل القطيعة و التسقيط الإجتماعي و التشهير و الإفتراء عليه بالكذب و تحريف الصور و الأفلام مما يسقط من كرامته و عزلته ، وتكون الكثير من هذه الأحداث في المدارس خصوصًا ضد الإنسان المسالم ، وللتنمر صورٌ وأشكالٌ مختلفة حسب المكان ، فهناك تنمر في الفضاء الإلكتروني عبر الإبتزاز و الإختلاس و التهديد بالصور ، هناك استغلال للشخصيات الطيبة من خلال التهجم عليه . هناك تنمر بطعن الشرف وهو التحرش الجنسي ، و هناك تمييز عنصري أو عرقي ، كما ينتشر في المقاطع . التنمر الالكتروني واسع جدا من سرقة حسابات و انتحال شخصيات و سرقة الأموال و تركيب الصور و المقاطع ، تستهدف أشخاص و تفبرك التعليقات من أجل التسقيط و الإشهار ،

خطورة عدم اكتشاف هذه الحالات الا من بعد اكتشافها ، فيورث عاهات جسدية يُصعب علاجها او عاهات نفسية ويصعب الحل ، فلا يكشف المستهدف ذلك اما خوفًا أو تهديدًا ، فيظل لسنوات مُتنمَّرًا بحقه ولا يكشف عن ذلك ، لذلك هناك بعض المؤشرات و المعطيات تؤدي الى اكتشاف الحالة مبكرًا ، ليلتفت ولي الأمر و ينتبه الى ذلك الأمر و المسارعة الى وضع الحل ، من تلك المعطيات العدوانية المفاجئة ، فالولد الطيب عندما يتحوّل ويتغير سلوكه الى عدواني داخل البيت هي من المؤشرات ، فهو نوع من التعويض عما يحدث له بالخارج و عجزه من ردات الفعل خارج البيت . ليس من الضروي أن يكون ذلك سببًا لكنه أحد المؤشرات .أيضًا من المؤشرات هو سرقة الأموال بشكل ملفت ، قد يكون وقع أحدهم تحت التنمر و يتم تهديده بسرقة بعض المحتويات ، من المؤشرات العزلة و الإنطواء و الكآبة . ولا يريد الابن أن يخرج في الرحلات مع بقية الطلاب خوفًا من الإختلاط بمن لاقى منهم الشراسة و التنمر ، فالمؤشر هو الانقلاب من السلوك الطبيعي الى سلوك انعزالي ، ايضًا مؤشر الخوف ، قد يتبوّل الولد لا اراديًا و الفزع أثناء النوم و الصراخ و البكاء بلا سبب ، و طلب التغيب بدون سبب و قد لا يتحدث الابن عن ذلك ، لتعمّد المتنمّرين التهديد كحد اول لضمان استمرار و دوام أن يقع هذا الولد في ضحاياه . من المؤشرات استعمال الهاتف و الحاسوب بخفاء و حذر ، فيسارع بحذف بياناته او اخفاء هاتفه او تغييره .

من أعظم الأساليب التي يستعملها المتنمر هو اسلوب التهديد و التخويف و الوعيد و الترهيب ، و كذلك في بعض الأحيان الترغيب بالأموال ، خصوصًا في قضية التحرّش الجنسي . وقد قرأنا الكثير عنه في الإعلام ، الا ان التهديد هو الأسلوب الأقوى ، لكن اذا ما وضعنا اليد في ارادة لعلاج هذه الأمور ، فلنبحث أولًا للمسببات ، اما أن يكون متنمرا أو ضحية للتنمر ، من الأسباب التي تجعل الولد هو الجاني و المتوحش انه كان ضحية لمتنمّر سابق ، فيتنقم من الآخرين . أيضًا من الأسباب المؤسفة أن بعض المعلمين هو السبب في التنمر ، حيث لا يتعامل بتربوية مع الطالب ، فيتلفظ بكلمات حادة معه و يضربه . فلربما عيروه في القرية أو المدرسة بسبب لقبٍ ما من أحد المدرسين . ايضًا العنف الأسري أحد أسباب التنمر ، حيث لا تتعامل مع الابن الا بوحشية و صراخ فسينعكس ذلك على الآخرين ، أيضًا كارثية الطلاق و الإنفصال ، فيرمي الأب الولد على أمه و ترمي الام الولد على ابيه ، فينتقم الولد وبكون متوحشًا مع الممتلكات . أيضًا النزعة القومية لفرقة أو جماعة اذا خرجت و انفلتت ، فيكون التعصب و العداوة التاريخية الموهومة التي ينسجها الناس و يؤلفونها و التعصّب الأعمى .

علاج هذه القضية أولًا بالنسبة الى ضحايا التنمر هو غرس الثقة في الولد و اعادة تأهيله ، بيّن له النقاط البيضاء فيه و ضخّم الصفات الحسنة عنده ، لابد من معرفة التعامل مع الفروقات الفردية وذلك من خلال الدعم . فليترفّع الأب و الام و المدرس و ليرفق بهذه الحالات التي تفشل في امور ما و تشجيعها في أمور أخرى . لابد ان تكون هبة مجتمعية في وسائل الإعلام و الجمعيات الخيرية و المآتم ووضع اليد ومعالجتها و تنبيه الطلاب وجعل الصورة واضحة أمامهم ولا يتركونها . هناك تنمّر ايجابي و ممدوح ، حين نرجع للتاريخ على لسان فاطمة ( ع ) " لما اشتدت علة فاطمة بنت رسول الله (ص) وغلبها، اجتمع عندها نساء المهاجرين والأنصار، فقلن لها: يا بنت رسول الله: كيف أصبحت عن علتك؟ فقالت (ع): أصبحت والله عائفة لدنياكم ، قالية لرجالكم ، لفظتهم قبل أن عجمتهم وشنئتهم بعد أن سبرتهم ، فقبحا لفلول الحد، وخور القناة ، وخطل الرأي ، و بئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون ، لا جرم لقد قلدتهم ربقتها، وشننت عليهم غارها فجدعا ، وعقرا ، وسحقا للقوم الظالمين. ويحهم أنى زحزحوها عن رواسي الرسالة، وقواعد النبوة، ومهبط الوحي الأمين، والطبين بأمر الدنيا والدين، ألا ذلك هو الخسران المبين، وما نقموا من أبي الحسن، نقموا والله منه نكير سيفه ، وشدة وطئه ، ونكال وقعته ، وتنمره في ذات الله عز وجل . " و هو غضب الإمام علي ( ع ) في الدفاع عن الدين و الإسلام و رسالة النبي ( ص ) .


التعليقات (0)

شارك بتعليقك حول هذا الموضوع

شارك هذا الموضوع