واصل سماحة السيد المحافظة سلسلة مجالسه الرمضانية و ذلك ليلة الرابع و العشرين من شهر رمضان لعام 1441 هـ بحسينية الحاج أحمد بن خميس - على الفضاء الافتراضي - ، و تحت عنوان " تعامل المرأة مع محارمها و غيرهم " ، النظرة المحرمة و محارم الإنسان موضوع فقهي و اجتماعي ، ما هي دوائر الحرمة ؟ ومن هي الأجنبية ؟ ومن هو القريب ولكن ليس من المحارم ؟ القرآن الكريم تعرّض لدوائر الحرمة ، و لكل دائرة أحكام شرعية خاصة ، قال الله في سورة النور : " قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ " وهذه الآية تدل على تحريم النظر الى الأجنبية بلا ستر .
في الرواية عن ( ص ) " النظرة بعد النظرة تزرع في القلب الشهوة، وكفى بها لصاحبها فتنة " هذه النظرة المحرمة تزرع شجرة خبيثة في قلب الإنسان و هي شجرة الإفتتان ، كأنما النظرة هي سلوك طبيعي تعود هذا الإنسان عليه ، فلا يبالي بعد ذلك بارتكاب المحارم . أما من غض بصره و خاف الله عز وجل ، " ما من مسلم ينظر امرأة من اول رمقة فيغض بصره الا أحدث الله له عبادة يجد حلاوتها في قلبه " هذا جزاء من يربي نفسه على التقوى و الورع . ، وعنه ( ص ) " إِنَّ النَّظْرَةَ سَهْمٌ مِنْ سِهَامِ إِبْلِيسَ مَسْمُومٌ، مَنْ تَرَكَهَا من مَخَافَتِي أَبْدَلْتُهُ إِيمَانًا يَجِدُ حَلاوَتَهُ فِي قَلْبِهِ "
لابد ان نتعرف على دوائر الحرمة في النظر الى الشعر و غيره بدون شهوة ، و الآية ذكرت الدوائر الثلاث ، لا يجوز للأجنبي رؤية شعر المرأة و زينتها ،
من يجوز لك رؤية شعورهم و مصافحتهم و النظر الى زينتهم بلا تلذذ و لا ريبة ، أولًا دائرة المحارم النسبيين السبعة : " حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالَاتُكُمْ وَبَنَاتُ الْأَخِ وَبَنَاتُ الْأُخْتِ " ، ثانيًا : المحارم السبيين بسبب الرضاعة : وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ .
ثالثًا : المحارم السببيين بسبب المصاهرة : " وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللَّاتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللَّاتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلَائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلَابِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الْأُخْتَيْنِ إِلَّا مَا قَدْ سَلَفَ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا " ، الربيبة هي بنت الزوجة تكون محرمة على الزوج عندما يتزوج الرجل الأم و دخل بها ، أما لما يتقدم الرجل الى البنت فتحرم الأم بمجرّد العقد - وهي مسألة خلافية في أحكام الأسرة - ، الحلائل هي زوجة الابن ، ولا يجوز الجمع بين الأختين في وقت واحد لرجل واحد .
هناك قضايا تتعلق بهذا الموضوع و هو موضوع الجلوس مع الفتاة الذي تنوي الزواج بها ، يقول السيد السيستاني اذا كانت خلوة في مكان مغلق فلا يجوز أن يجلس الشاب مع الشابة بقصد التعرف و الزواج ، و يجوز الجلوس في الاماكن العامة بشرط العفة وعدم النظرة المحرمة وعدم اللمس وعدم ترداد كلمات العاطفة وما يثير الشهوة ، بل يكون لقاءً تعارفيًا للزواج ، هناك أمور خاطئة تحدث عندنا بالخروج و الخلوة . السيد الخوئي يجوز أن ينظر الرجل للمرأة التي يريد أن يتزوجها ،و أن ينظر الى شعرها و رقبتها و كفها وساقها بشرط أن يكون محتملًا أن يتزوجها ، و لا ينبغي التساهل و عدم السؤال وعدم جدية الرجل و توافقه مع جميع الشروط مسبقًا بأن يدخل الى مقابلة المرأة .
أما موضوع القاء السلام و التحية بين الشبان و الشابات ، كان رسول الله (ص) يسلّم على النساء ويرددن عليه ، فيجوز القاء السلام و الرد ، الا في حالة التقاء الشاب و الشابة في مكان منعزل ، لا توجد حرمة بالاجماع و لكن هناك مسألة خلافية بين العلماء بكراهة السلام ، يجب أن نلتفت أيضًا الى الصداقة الممتدة بين الجيران و الأنساب ، و ينبغي ان يلتفت الأبوين و تنبيه أبناءهم حينما يصلون الى سن التكليف ، ولذلك الغيرة و الشرف و الخلق أمرٌ لابد أن يعيشه الانسان المؤمن .
التعليقات (0)