واصل سماحة السيد المحافظة سلسلة مجالسه الرمضانية و ذلك ليلة الثامن عشر من شهر رمضان بحسينية الحاج أحمد بن خميس - على الفضاء الافتراضي - ، و تحت عنوان " إذا قدّر لماذا ندعوا " الهيبة و التفاعل مع ليلة القدر يكون التفاعل على قدر المعرفة فبعض الناس لا يشعرون بالتفاعل بسبب المعرفة فبم تميزت ليلة القدر ؟ اولًا : أعظم فيض رحماني يتنزل طوال العام في تلك الليلة ، ونجد أن هناك روايات كثيرة تشير الى هذا المعنى ، رواية الإمام الصادق " من لم يُغفر له في شهر رمضان ، لم يُغفر له إلى مثله من قابل ، إلا أن يشهد عرفة " بعض الذنوب لا تُغتفر الا باحياء ليلة القدر ، الفرصة العظمى للانسان الذي لعله قصر و أذنب هي ليلة القدر .
أهل البيت عليهم السلام لا يرضون ان ينام أحد من بيتهم ليلة الثالث و العشرين ، و اهتمامات النبي و أهل البيت عليهم السلام بها دليل على عظمتها ، الله عز وجل يصف ليلة القدر بأنها ليلة مباركة ، من سورة الدخان " إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ (3) " لأنها ذات بركة عميمة و عظيمة ، فيها يُفرق كل أمرٍ حكيم ، ويُقدر فيها مصير هذا العالم وما سيجري عليه ، هي ليلة يضاعف الله فيها الحسنات خيرٌ من ألف شهر ، هي ليلة السلام و الإطمئنان " سلام هي حتى مطلع الفجر " ، تحية يحيى بها الإمام ، هي ليلة نزول القرآن و رسالة الله و عهده الى البشر مما زادها شرفًا ، وهناك أخبارًا بأن نزول الولاية في ليلة القدر ، فكيف نهيأ نفسنا لهذه الليلة ؟
اقرآ عطاءات الله عز وجل في ليلة القدر من خلال هذه الرواية ، وسائل الشيعة (الإسلامية) - الحر العاملي - ج ٥ ، عن النبي صلى الله عليه وآله قال: قال موسى: إلهي أريد قربك، قال: قربي لمن استيقظ ليلة القدر، قال: إلهي أريد رحمتك، قال: رحمتي لمن رحم المساكين ليلة القدر، قال: إلهي أريد الجواز على الصراط قال: ذلك لمن تصدق بصدقة ليلة القدر، قال: إلهي أريد من أشجار الجنة وثمارها، قال: ذلك لمن سبح تسبيحة في ليلة القدر، قال: إلهي أريد النجاة من النار، قال: ذلك لمن استغفر في ليلة القدر، قال: إلهي أريد رضاك، قال: رضائي لمن صلى ركعتين في ليلة القدر.
الإمام الصادق (عليه السلام) عند تفسير قوله تعالى: (فيها يفرق كل أمر حكيم) " أي يقدّر الله كل أمر من الحق ومن الباطل وما يكون في تلك السنة وله فيه البداء والمشيئة يقدّم ما يشاء ويؤخر ما يشاء من الآجال والأرزاق والبلايا والأعراض والأمراض ويزيد فيها ما يشاء وينقص ما يشاء " . فيتغير بتغير أعمال العباد ، فما علاقة ليلة القدر بتقرير المصير ؟ " من نام في الليلة التي يفرق كل أمر حكيم لم يحج تلك السنة وهي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، لان فيها يكتب وفد الحاج وفيها تكتب الأرزاق والآجال وما يكون من السنة إلى السنة " ، وعنه عليه السلام ، " أن ليلة الثالث والعشرين من شهر رمضان، هي ليلة الجهني فيها يفرق كل أمر حكيم، وفيها تثبت البلايا والمنايا، والآجال والأرزاق والقضايا، وجميع ما يحدث الله فيها، إلى مثلها من الحول، فطوبى لعبد أحياها راكعا وساجدا، ومثل خطاياه بين عينيه، ويبكي عليها، فإذا فعل ذلك، رجوت أن لا يخيب إن شاء الله ".
هناك علاقة بين ليلة القدر و إمامنا صاحب الزمان ففي تفسير " سلام هي حتى مطلع الفجر " ،أي تحية يحيى بها الإمام ، وروى محمد بن عيسى باسناده عن الصالحين عليهم السلام قال: تكرر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان هذا الدعاء ساجدا وقائما وقاعدا وعلى كل حال، وفي الشهر كله، وكيف ما أمكنك ومتى حضر من دهرك ، تقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وآله: اللهم كن لوليك الحجة بن حسن ، في هذه الساعة وفي كل ساعة وليا وحافظا وقائدا وناصرا ودليلا وعينا حتى تسكنه أرضك طوعا وتمتعه فيها طويلا " ، و زيارة الحسين أيضًا في هذه الليلة .
التعليقات (0)