واصل سماحةالشيخ إبراهيم الصفا سلسلة مجالسه الرمضانية بحسينية الحاج أحمد بن خميس ، و ذلك لليلة الرابعة عشر من شهر رمضان لعام 1441 هـ - على الفضاء الإفتراضي - ، و تحت عنوان " قواعد التربية المهدوية " ، ابتدأ سماحته بحديث عن النبي ( ص ) : " الولد الصالح ريحانة من رياحين الجنة " ، من أهم التكاليف و الواجبات التي ألقاها الله عز وجل على عباده هي تربية الأبناء ، القرآن الكريم قسّم الجيل الى قسمين ، الخلف الطالح و الخلف الصالح ، و استعمل مفردة " وخلف من بعدهم خلف "
في اللغة الخَلَف الذرية الصالحة ، لاشك و لا ريب أن الولد الصالح يعتبر ريحانة ، و لكن اذا اردنا أبناء صلحاء يجب ان نبذل ما بوسعنا ، التربية على مستويات ، أقصى مراتب التربية هي التربية المهدوية ، هي التي تنطلق من منهج تمهيدي راسخ باعداد نشئ صالح يثقل الأرض باعلاء كلمة التوحيد ، و يكون من الممهدين لظهوره أو أنصاره و هذا لا يتحقق الا بجهد دؤوب و عمل مستمر ، فنحن بحاجة أن تكون طموح الآباء و عينهم متجهة نحو التربية المهدوية ، فهي ضرورية في واقعنا المعاصر ، عندما نتحدث حول واقعنا المعاصر ، نجد أن طبيعة ارتباط أبناءنا ( عج ) تقليدية ، و لذلك نحتاج الى مجموعة من الخطوات العملية
الأولى : تأصيل الإرتباط العقدي بالإمام المهدي في عقول و قلوب الأبناء منذ الصغر ، فكيف نحوّل علاقة أولادنا من علاقة تقليدية الى علاقة قائمة على معرفة وعلم وذلك ممكن وليس محال ، من خلال : أولًا أن نعلمهم العلوم الواجبة ، يجب أن ينهض الوالدين بالتعليم ، " علَّموا صبيانكم من علمنا ما ينفعهم اللَّه به لا تغلب عليهم المرجئة " . الثانية ، تأصيل الإتصال الحسي بالإمام ، نحن نعتقد بالإمام ونؤمن به و قلوبنا منقادة له ، لكنا لا نراه ، فلابد أن نعزز الروابط الحسية ، أي أن نوجد جنبة التحسس ، من سورة يوسف " يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ (87) " التحسس ليست الجنبة المشاعرية بل هو تجنيد الحواس الخارجية لخبر عنه ، نحن نفتش عن يوسف زماننا ، أن نتصدق عنه و نسلم عليه و نزوره كل يوم ليكون الإمام حاضرًا معنا .
الثالثة ، البناء الروحي للأبناء ، ان أنصار الإمام لهم ميز ومراتب عالية ، " فهم الذين وحدوا الله حق توحيده ، لهم بالليل أصوات كأصوات الثواكل ، خوفاً وخشية من الله تعالى ، قوام الليل ،صوام النهار ، كأنما رباهم أب وأحد وأم واحدة ، قلوبهم مجتمعة بالمحبة والنصيحة " ولهم أنس بالموت و الشهادة ، وعن رسول الله " رهبان بالليل ليوث بالنهار " ، صقل الخلق و تزكية النفوس في غاية الأهمية . الرابعة تقديم القدوة المهدوية ، دائمًا نتأثر بالقدوة ، فلابد أن نروي لأبنائنا قصصًا عن من لاقوا الإمام ، كالشيخ رجب الخياط ، فقصته رائعة للأبناء ، التربية المهدوية تصنع جيلًا يمتلكون علمًا و معرفة تُمهّد لظهوره ، المربي الحكيم يصنع العظماء دائمًا
التعليقات (0)