واصل سماحة الشيخ ابراهيم الصفا سلسلة محاضراته ليلة السابع من شهر رمضان المبارك لعام 1441 هـ ، و ذلك بحسينية الحاج أحمد بن خميس - على الفضاء الافتراضي - ، وتحت عنوان " شبهات حول العقيدة " ، وقد ابتدأ سماحته بآية من سورة الكهف " إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا (107) " . من أهم ما أكدت عليه الشريعة السمحاء ، ضرورة الحفاظ على العقيدة ، بل أرخص الإسلام الدم و النفس و العرض من أجل العقيدة و الدين ، وهذا الأمر يجعلنا نفهم لماذا خرج الحسين و قدم روحه و عياله و أراق عيال أصحابه من أجل الدين و العقيدة ، العقيدة تمثل اهميةً بالغةً في حياة الإنسان ، بل العقيدة تعبر هوية الإنسان التي بوجودها يكون لها وجود ، نجد في الشريعة عقيدة وعمل ، أكد الشارع الشريف على ضرورة الحفاظ على العقيدة
أوجد الإسلام مجموعة من الأحكام و التدابير ، أول الأوامر أن حرم الإسلام قراءة كتب الضلال ، وهذا حكمًا شرعيًا احترازيًا ، حتى لا يقع الكثير في متاهات عقائدية لا نملك الوصول الى نهايتها ، الا للمتخصصين في مقام الرد عليها ، ومسؤولية الرد ليست مسؤولية الإنسان غير المتخصص ، كتب الضلال التي كتبت بأقلام المشككين والملحدين ما لم تكن تمتلك رصيدًا معرفيًا فلا يجوز لك أن تقترب منها ، الترف الثقافي يقتضي ويجعل من صاحبه يقرأ و يقرأ ، فيكون عاجزًا عن فهم و رد تلك الشبهات فيقع في حالة الشكوك ،
التدبير الثاني : حرّم الهجرة الى بلدان الضلال ، وأوجد حكم التعرب بعد الهجرة ، وهذا الحكم ورد في بعض الروايات ، التعرب عبارة عن الرجوع الى بيئة الإنحراف ، ولا يستطيع الانسان فيها ان يقيم حدود الله ، الثالث أمر بمقاطعة أهل الضلالات و البدع ، أصحابها قد يكونون لنا أرحام و قد يكونون لنا أصدقاء ، نبدأ بنصيحتهم ووعظهم ، فان لم ينفع فمن أساليب الضغط عليهم المقاطعة لأمرين ، حتى يرتد الضال ، و حتى لا نُبتلى بذلك ، على الإنسان أن يتحرز كي يحافظ على عقيدته ، كما حارب الشارع الشريف الجهل و أمر باحترام العقل ، و رفع لواء الحرب على الجهل و دعى الى ضرورة تأصيل العلم .
أمر الشارع بضرورة تعلم أحكام الدين و بالأخص المسائل الإبتلائية و ضرورة تسوير العقيدة بسور العلم والا انهارات و تسلل اليها الشك و الظن ، فعلينا ان نبني عقدية ثابتة ، وهذه الليلة تصادف ذكرى وفاة مؤمن قريش أبو طالب عم النبي ( ص ) والد علي ( ع ) ، هذا نموذج لا ينبغي للمؤمنين ان يمروا عليه مرورًا عابرًا لأنه جسّد الثبات والاستقامة ، كان الدرع المنيع للنبي (ص) ، وكم هو مؤسف عندما نسمع اصواتًا هنا وهناك انه مات كافرًا ، وتفضلوا عليه برواية الضحضاح وهو موضع في جهنم ، وهذا ظلم لهذا الرجل لعظيم ، و الذي قد تكفل بالنبي تكفلًا عقائديا وليس رحميًا فقط . وعن الباقر عليه السلام " لو وضع إيمان أبي طالب في كفة ميزان وإيمان هذا الخلق في الكفة لأخرى لرجح إيمانه " ، فقد تزلزت مكانته الإجتماعية عند المشركين لكنه ثبت . و قد عرضت عليه المقايضة بالنبي .
التعليقات (0)