الشيء القليل الذي نعرفه عن أم البنين(عليها السلام) مرتبط ببعض الماديات وما أشبه، كنسبها وزواجها بعلي أمير المؤمنين (عليه السلام) وأولادها الأربع وشيء عن أدبها الجم وبعض قضاياها بعد قصة كربلاء.
أما مقدار معنوياتها العالية، ومدى معرفتها وعلومها.. فلم نعلم منه شيئاً يذكر.
نعم يمكننا المعرفة الإجمالية عبر رؤية بعض الآثار.
فمثلاً ورد في أحوال السيدة المعصومة (عليها السلام) أن من زارها عارفاً بحقها وجبت له الجنة.
وهذا شيء لا تصل إلى معرفة كنهه عقولنا، فما كان لهذه السيدة العظيمة من الواقعية والمعنوية والقرب من الله عز وجل حتى أنه سبحانه قرر الجنة لمن زارها؟!
نعم هذه الرواية وأمثالها تدلّنا على مدى عظمتها ولو إجمالاً..
وهكذا بالنسبة إلى ما للسيدة الجليلة أم البنين (عليها السلام) من المعنوية العالية والمقام العظيم.. حيث يمكننا أن نحسّ بشيء من ذلك عبر ما نراه من الآثار المترتبة على التوسل بها وجعلها شفيعة عند الله عزّوجل في قضاء الحوائج ..
فإن النذر لها يحل المشاكل الكبيرة التي هي بحاجة إلى الإمداد الغيبي من الله سبحانه، كشفاء المرضى الذين لا شفاء لهم حسب الظاهر، وإعطاء الأولاد لمن لم يرزق ولداً، ودفع البلايا وغير ذلك..
وهذا مما عليه ألوف القصص من المشاهدات والمنقولات، والسبب لا يكون إلا معنوية رفيعة لهذه السيدة الجليلة يقصر ذهننا عن دركها.
ثم إنا لا نستوعب كثيراً من الماديات،ونحن منها …
فما هي الجاذبية؟.
وما هو الكهرباء؟
وما هو تأثير الإرادة القلبية في الأشياء؟
وألف شيء.. وشيء..
فكيف لنا بالمعنويات التي نحن بمعزل عنها، وحتى عن أولياتها؟
إن ذهاب الفلاسفة إلى العقول العشر، والمادية الديالكتيكية، وما أشبه.. من الأمور الواضحة البطلان، دليل بيِّن على أن الإنسان لا يمكنه أن يستوعب الماديات الواضحة، فكيف بالمعنويات التي هي فوق طاقة الإنسان وقدرته؟.
ولعل في زمان ظهور الإمام المهدي (عجّل الله تعالى فرجه الشريف) ـ حيث يضاف (25) حرفاً على ما بيد الإنسان اليوم من العلوم، فإنها لا تتجاوز الحرفين فقط ـ يظهر بعض الأمور المعنوية بإذنه سبحانه.
التعليقات (0)